الشخصية الحساسة

هل سبق لك أن شعرت بأنك تتأثر بالأحداث أكثر من الآخرين؟ ربما تأخذ الكلمات على محمل الجد، أو تجد نفسك غارقًا في مشاعر قوية تجاه مواقف قد تبدو عادية للآخرين. إذا كان الأمر كذلك، فأنت لست وحدك.

الشخصية الحساسة ليست عيبًا، بل هي سمة تميز أصحابها بقدرة عميقة على الشعور والتعاطف. ومع ذلك، فإن هذه الحساسية قد تتحول إلى عبء عندما تصبح زائدة عن الحد، فتجعل الشخص يشعر بالإرهاق العاطفي أو يتأثر بالنقد بسهولة.

في هذا المقال، سنستكشف معًا ما تعنيه الشخصية الحساسة، وما أسبابها، والتحديات التي يواجهها أصحابها. كما سنقدم لك استراتيجيات عملية لمساعدتك في التعامل مع حساسيتك بطريقة صحية، حتى تتمكن من الاستفادة منها بدلًا من أن تكون مصدرًا للضغط. مستعد؟ لنبدأ!

ما هي الشخصية الحساسة؟

الشخصية الحساسة تُعرَّف بأنها تلك التي تستجيب للمؤثرات العاطفية بشكل أعمق من المعتاد. فالشخص الحساس يتأثر بالمواقف، والكلمات، وحتى الأجواء المحيطة به بطريقة قد تكون مكثفة مقارنةً بالآخرين. هذا لا يعني أنه ضعيف، بل يمتلك حساسية عالية تجاه التفاصيل والمشاعر، سواء كانت إيجابية أو سلبية.

علامات تدل على أنك شخص حساس:

إذا كنت تتساءل ما إذا كنت تنتمي إلى هذه الفئة، فإليك بعض العلامات التي تميز الشخصية الحساسة:

  • التأثر العاطفي العميق: تشعر بالمواقف بقوة، سواء كانت حزينة أو سعيدة، وغالبًا ما تتأثر بالموسيقى أو الأفلام بشكل مبالغ فيه.
  • التفاعل القوي مع النقد: حتى التعليقات البسيطة قد تجعلك تشعر بالجرح أو الإحباط.
  • التفكير المفرط: تحلل المواقف بكثرة، وتعيد التفكير في المحادثات وتفاصيلها بعد انتهائها.
  • التعاطف الشديد مع الآخرين: تشعر بألم الآخرين كما لو أنه ألمك، وتتأثر بمشاعرهم بسهولة.
  • سرعة الشعور بالتوتر: البيئات الصاخبة أو المزدحمة قد تسبب لك توترًا أو إرهاقًا عاطفيًا.
  • الحاجة إلى العزلة أحيانًا: بعد يوم طويل مليء بالتفاعل الاجتماعي، تحتاج إلى وقت خاص بك لاستعادة طاقتك.
  • التفاعل العميق مع الجمال: سواء كان فنًا، طبيعة، أو حتى كلمات جميلة، فإنك تشعر بها بطريقة مكثفة.

الفرق بين الحساسية الزائدة والطبيعية

الجميع يمتلك قدرًا معينًا من الحساسية، ولكن الفارق يكمن في الدرجة. الحساسية الطبيعية تساعد على تكوين علاقات اجتماعية ناجحة وتقدير الفنون والمشاعر، بينما الحساسية الزائدة قد تؤدي إلى القلق الزائد، والتأثر الشديد بالمواقف، وصعوبة التأقلم مع النقد أو الضغوط اليومية.

لكن لا تقلق! امتلاك شخصية حساسة ليس أمرًا سلبيًا، بل هو سلاح ذو حدين. في القسم التالي، سنناقش أسباب هذه الحساسية وكيفية التحكم بها بطريقة تجعلك تستفيد من مزاياها دون أن تتحول إلى عبء.

أسباب الحساسية الزائدة

أسباب الحساسية الزائدة

الحساسية الزائدة ليست مجرد سمة شخصية تظهر فجأة، بل لها جذور تمتد إلى عدة عوامل بيولوجية ونفسية وبيئية. بعض الأشخاص يولدون بحساسية عالية، بينما يطورها آخرون بسبب تجاربهم الحياتية. إليك أهم الأسباب التي قد تفسر سبب امتلاكك لهذه الشخصية:

1. العوامل البيولوجية والوراثية

  • أظهرت الدراسات أن بعض الأشخاص يولدون بجهاز عصبي أكثر استجابة للمؤثرات الخارجية، مما يجعلهم أكثر حساسية للمواقف العاطفية.
  • قد يكون للحساسية الزائدة جانب وراثي، حيث يُلاحظ أن بعض العائلات تضم أفرادًا يتشاركون في هذه السمة.

2. تأثير الطفولة والتجارب الحياتية

  • أساليب التربية: إذا نشأت في بيئة حيث كنت تتعرض للكثير من النقد أو القسوة، فقد تطور لديك شعور زائد بالحساسية تجاه الكلمات والمواقف.
  • التعرض للصدمات العاطفية: التعرض لتجارب قاسية مثل التنمر، الإهمال العاطفي، أو الفقدان في سن مبكرة قد يجعلك أكثر حساسية للمواقف المشابهة في المستقبل.
  • الاهتمام الزائد من الأهل: في بعض الأحيان، قد يؤدي الاهتمام المفرط والحماية الزائدة من الوالدين إلى تنشئة شخص حساس يجد صعوبة في التعامل مع المواقف القاسية.

3. دور البيئة والمجتمع

  • التوقعات المجتمعية: بعض الثقافات تفرض معايير قاسية على الأفراد، مما يجعل الأشخاص الحساسين يشعرون بأنهم غير متوافقين مع توقعات المجتمع.
  • التأثير الإعلامي: التعرض المستمر للأخبار السلبية أو المحتوى العاطفي قد يجعل الأشخاص الحساسين أكثر تأثرًا بالعالم من حولهم.
  • البيئات المزدحمة والمحفزة بشدة: إذا كنت تعيش في مدينة صاخبة أو تعمل في بيئة مليئة بالتوتر، فقد يؤدي ذلك إلى زيادة حساسيتك تجاه الضوضاء والانفعالات العاطفية.

4. التفكير العميق والتحليل الزائد

  • الشخصيات الحساسة غالبًا ما يكون لديها ميل طبيعي إلى التفكير العميق، مما يجعلهم يعيدون تحليل المواقف لفترات طويلة، مما قد يضخم مشاعرهم ويجعلهم أكثر تأثرًا بها.

5. التكوين النفسي والعاطفي

  • بعض الأشخاص يولدون بميل طبيعي للتعاطف الشديد مع الآخرين، مما يجعلهم يشعرون بمشاكل الآخرين كما لو كانت مشاكلهم الشخصية.
  • غالبًا ما يكون لدى الشخص الحساس قدرة عالية على التقاط الإشارات غير اللفظية مثل نبرة الصوت أو تعابير الوجه، مما يزيد من تأثرهم بالعلاقات والمواقف الاجتماعية.

هل يمكن التحكم بالحساسية الزائدة؟

بالطبع! فهم أسباب حساسيتك الزائدة هو الخطوة الأولى نحو إدارتها بطريقة صحية.

تحديات تواجه الشخصية الحساسة

كونك شخصًا حساسًا يعني أنك تمتلك قدرة فريدة على الشعور والتعاطف بعمق، لكن في المقابل، قد تواجه بعض التحديات التي تجعل الحياة اليومية أكثر تعقيدًا. إليك أبرز العقبات التي قد تواجهها الشخصية الحساسة:

1. التأثر السريع بالمواقف والكلمات

  • إذا قال لك أحدهم كلمة قاسية أو أبدى ملاحظة عابرة، فقد تبقى تفكر فيها لساعات أو حتى أيام.
  • المواقف السلبية قد تؤثر على حالتك المزاجية لفترة أطول مما تؤثر على الآخرين.

2. صعوبة التعامل مع النقد

  • حتى النقد البنّاء قد يُشعرك بالإحباط أو بأنك غير كافٍ.
  • قد تتجنب بعض المواقف خوفًا من التعرض للنقد، مما يحدّ من تطورك الشخصي أو المهني.

3. الإرهاق العاطفي السريع

  • كونك تستقبل المشاعر بقوة، فإن يومًا مليئًا بالتفاعل الاجتماعي أو الضغوط قد يجعلك تشعر بالإرهاق بسرعة.
  • تحتاج إلى وقت للعزلة وإعادة شحن طاقتك بعد التعرض لمواقف عاطفية مكثفة.

4. الحاجة المستمرة للتقدير والقبول

  • قد تبحث دائمًا عن تأكيد الآخرين لمشاعرك أو أفعالك، مما يجعلك عرضة للتأثر بآرائهم.
  • الخوف من الرفض قد يدفعك إلى تجنب التعبير عن رأيك أو الدفاع عن نفسك.

5. التردد في اتخاذ القرارات

  • بسبب التفكير الزائد وتحليل الأمور بتفصيل، قد تجد نفسك عالقًا في دوامة من التساؤلات قبل اتخاذ أي قرار.
  • حتى القرارات البسيطة مثل اختيار مطعم أو الرد على رسالة قد تشعر أنها تتطلب جهدًا مضاعفًا.

6. التأثر بمشاعر الآخرين بشدة

  • إذا كان شخص قريب منك يشعر بالحزن أو الغضب، فقد تجد نفسك متأثرًا بمشاعره حتى لو لم يكن الأمر يخصك مباشرة.
  • أحيانًا، قد تشعر وكأنك “إسفنجة عاطفية” تمتص طاقة من حولك دون وعي.

7. القلق من إزعاج الآخرين

  • قد تخشى قول “لا” حتى عندما تكون مضغوطًا، خوفًا من إزعاج الآخرين أو جرح مشاعرهم.
  • هذا قد يؤدي إلى تحمل مسؤوليات أكثر من طاقتك، مما يزيد من توترك.

8. تجنب المواجهات والصراعات

  • غالبًا ما يفضل الشخص الحساس تجنب النزاعات، حتى لو كان ذلك على حساب حقوقه أو مشاعره.
  • هذا قد يؤدي إلى تراكم الضغوط العاطفية بدلًا من حلها.

9. التأثر الشديد بالبيئة المحيطة

  • الضوضاء العالية، الأضواء الساطعة، الفوضى، وحتى الروائح القوية قد تسبب لك انزعاجًا أكثر من الآخرين.
  • قد تجد نفسك تبحث عن أماكن هادئة أو تفضل العمل بمفردك لتجنب التحفيز المفرط.

كيف يمكن تجاوز هذه التحديات؟

معرفة هذه التحديات هي الخطوة الأولى، لكن لا تقلق، هناك طرق عملية لمساعدتك في التحكم بحساسيتك الزائدة وتحويلها إلى قوة إيجابية!

كيفية التعامل مع الحساسية الزائدة

كيفية التعامل مع الحساسية الزائدة

إذا كنت شخصًا حساسًا، فاعلم أن هذه الصفة ليست نقطة ضعف، بل يمكن أن تكون قوة إذا تعلمت إدارتها بشكل صحيح. إليك بعض الاستراتيجيات الفعالة التي تساعدك على التعامل مع حساسيتك بطريقة صحية ومتوازنة.

أ. تقبل الذات

1. أهمية فهم أن الحساسية ليست عيبًا

  • الكثير من الأشخاص الناجحين والمبدعين يمتلكون شخصية حساسة، مثل الأدباء والفنانين والقادة العاطفيين.
  • بدلاً من محاولة تغيير نفسك، ركّز على كيفية الاستفادة من حساسيتك كميزة تعزز تواصلك العاطفي وإبداعك.

2. تعزيز الوعي الذاتي وقبول المشاعر

  • لا تقاوم مشاعرك، بل تعلّم فهمها والتعامل معها بوعي.
  • استخدم الكتابة أو التأمل لمساعدتك في استكشاف مشاعرك دون إصدار أحكام قاسية على نفسك.

ب. التحكم في ردود الفعل العاطفية

1. طرق التخفيف من الاستجابة العاطفية القوية

  • خذ نفسًا عميقًا عندما تشعر بأنك على وشك الانفعال، وحاول تأجيل رد فعلك حتى تهدأ.
  • تدرب على تهدئة نفسك من خلال تمارين الاسترخاء مثل التنفس العميق أو التأمل.

2. تمارين تساعد على تقوية الذكاء العاطفي

  • مارس تمرين “إعادة التقييم”: عندما تشعر بموقف يزعجك، حاول التفكير فيه من زاوية مختلفة.
  • تعلّم التفريق بين المشاعر اللحظية والمواقف الحقيقية، وسجّل أفكارك لمساعدتك على معالجتها بوعي.

ج. وضع حدود صحية

1. تعلم قول “لا” دون الشعور بالذنب

  • ليس عليك دائمًا إرضاء الجميع، وضع حدودًا واضحة لحماية طاقتك العاطفية.
  • يمكنك قول “أقدر عرضك، لكن لا يمكنني الالتزام به الآن”، بدلاً من الموافقة على شيء لا ترغب به.

2. تقليل التعرض للمواقف التي تسبب التوتر

  • تعلّم التعرف على المواقف التي تستنزف طاقتك العاطفية وحاول تجنبها قدر الإمكان.
  • إذا كنت لا تستطيع تجنب موقف معين، فخطط لكيفية التعامل معه مسبقًا لتقليل تأثيره عليك.

د. تغيير طريقة التفكير

1. تجنب التفكير المفرط في المواقف اليومية

  • ليس كل تعليق سلبي موجه لك شخصيًا، لذا لا تدع عقلك يضخم الأمور.
  • استخدم قاعدة “هل سيهم هذا الأمر بعد 5 سنوات؟” لمساعدتك على تصفية الأفكار غير الضرورية.

2. إعادة صياغة الأفكار السلبية بطريقة إيجابية

  • بدلاً من قول “أنا حساس جدًا وهذا يسبب لي المتاعب”، جرب أن تقول “أنا أمتلك قدرة عالية على الفهم والتعاطف”.
  • كلما لاحظت فكرة سلبية، حاول استبدالها بفكرة أكثر توازنًا وإيجابية.

هـ. تعزيز الثقة بالنفس

1. ممارسة أنشطة تزيد من الشعور بالإنجاز

  • جرب ممارسة هوايات تجعلك تشعر بالنجاح مثل الرسم، الكتابة، أو الرياضة.
  • حتى إنجاز المهام الصغيرة يمكن أن يعزز ثقتك بنفسك، لذا ركّز على ما تستطيع تحقيقه يوميًا.

2. التركيز على نقاط القوة بدلاً من العيوب

  • اسأل نفسك: ما هي الجوانب الإيجابية في شخصيتي الحساسة؟
  • استغل حساسيتك في بناء علاقات أعمق وفهم أفضل لمن حولك.

و. اختيار البيئة الداعمة

1. أهمية وجود أشخاص داعمين في الحياة

  • أحِط نفسك بأشخاص يتفهمون شخصيتك ويقدرون مشاعرك بدلاً من التقليل منها.
  • لا تخشَ الابتعاد عن العلاقات السامة التي تستنزف طاقتك العاطفية.

2. كيف يمكن للعلاقات الصحية أن تقلل من الحساسية الزائدة؟

  • العلاقات الجيدة تمنحك شعورًا بالأمان العاطفي، مما يقلل من حساسيتك للمواقف السلبية.
  • الأصدقاء والعائلة الداعمون يساعدونك على رؤية الأمور من منظور متوازن وعدم الغرق في المشاعر السلبية.

الخلاصة

التعامل مع الحساسية الزائدة ليس عن تغيير شخصيتك، بل عن تعلم كيفية إدارتها بطريقة تتيح لك العيش بشكل أكثر راحة وسعادة. بتطبيق هذه الاستراتيجيات، ستتمكن من الاستفادة من حساسيتك بدلاً من أن تكون عبئًا عليك.

نصائح للتعامل مع الشخص الحساس

إذا كان لديك شخص حساس في حياتك، سواء كان صديقًا، شريكًا، أو أحد أفراد العائلة، فمن المهم أن تتعامل معه بطريقة تحترم مشاعره دون أن تشعره بأنه “مختلف” أو “ضعيف“. إليك بعض النصائح التي ستساعدك على بناء علاقة صحية ومتوازنة معه.

1. كيفية التحدث معه بطريقة لا تؤذيه

الشخص الحساس يتأثر بالكلمات أكثر من غيره، لذا من الضروري اختيار كلماتك بعناية:

  • استخدم نبرة لطيفة ومحترمة عند تقديم الملاحظات أو النقد، وابتعد عن الأسلوب الحاد أو الجارح.
  • كن واضحًا ومباشرًا لكن بأسلوب هادئ، فالشخص الحساس قد يفسر العبارات المبهمة أو الساخرة بطريقة سلبية.
  • تجنب التقليل من مشاعره بعبارات مثل: “أنت تبالغ”، أو “لم يكن الأمر بهذا السوء”، لأن ذلك قد يجعله يشعر بأنه غير مفهوم أو غير مُقدَّر.

2. احترام مشاعره دون المبالغة في الحماية

من المهم أن تتعامل مع الشخص الحساس باحترام لمشاعره، لكن دون أن تجعله يشعر وكأنه بحاجة إلى حماية مفرطة:

  • استمع له بانتباه وتعاطف دون محاولة “إصلاح” مشاعره بسرعة، فغالبًا ما يحتاج فقط إلى من يسمعه ويفهمه.
  • لا تتجنب مناقشة المواضيع المهمة خوفًا من أن تؤذيه، لكن احرص على طرحها بطريقة لطيفة ومراعية لمشاعره.
  • لا تتعامل معه وكأنه شخص هشّ جدًا، فالحساسية لا تعني الضعف، بل تعني أن لديه قدرة أكبر على الشعور بالمواقف بعمق.

3. تشجيعه على التعبير عن نفسه بدون خوف

الشخص الحساس قد يتردد أحيانًا في التعبير عن مشاعره خوفًا من الرفض أو سوء الفهم، وهنا يأتي دورك في دعمه:

  • اجعل بيئة التواصل آمنة ومفتوحة، بحيث يشعر أنه يستطيع التحدث دون خوف من السخرية أو النقد اللاذع.
  • طمئنه بأن مشاعره طبيعية ومقبولة، وذكّره بأنه ليس وحده في هذه التجربة.
  • شجعه على اتخاذ القرارات والتعبير عن آرائه بدلًا من الانسحاب أو محاولة إرضاء الآخرين على حساب نفسه.

الخلاصة

التعامل مع الشخص الحساس يتطلب تفهّمًا وتوازنًا بين احترام مشاعره وعدم معاملته كطفل يحتاج إلى حماية مستمرة. كل ما يحتاجه هو شخص يفهمه، يستمع إليه دون أحكام، ويدعمه ليكون على طبيعته دون خوف.

هل لديك موقف معين مع شخص حساس تريد معرفة كيف تتعامل معه؟ 

متى يجب طلب المساعدة؟

متى يجب طلب المساعدة؟

الحساسية الزائدة ليست مشكلة بحد ذاتها، ولكن إذا بدأت تؤثر على جودة الحياة والعلاقات اليومية، فقد يكون من المفيد التفكير في طلب المساعدة. إليك بعض العلامات التي تشير إلى ضرورة ذلك، بالإضافة إلى كيف يمكن للمعالج النفسي أن يساعدك في التعامل معها.

1. علامات تشير إلى أن الحساسية تؤثر سلبًا على الحياة اليومية

إذا لاحظت أنك تعاني من أي من الأمور التالية بشكل متكرر، فقد يكون من الأفضل البحث عن دعم متخصص:

التأثر العاطفي المفرط بالمواقف اليومية:

  • البكاء بسهولة من أمور بسيطة مثل نقد عابر أو موقف غير مقصود.
  • الشعور بالإرهاق العاطفي بعد أي تفاعل اجتماعي.

التفكير الزائد والتحليل المستمر:

  • إعادة تكرار المواقف في ذهنك باستمرار والشعور بالندم أو القلق بشأنها.
  • صعوبة نسيان التعليقات السلبية أو المواقف غير المريحة.

تجنب المواقف الاجتماعية:

  • العزلة خوفًا من التعرض للنقد أو الرفض.
  • الانسحاب من العلاقات أو الوظائف بسبب الخوف من الفشل أو الإحراج.

انخفاض الثقة بالنفس والشعور بعدم التقدير:

  • الشعور المستمر بأنك “لست كافيًا” أو أن الآخرين لا يفهمونك.
  • تكرار الشعور بالذنب حتى عندما لا يكون هناك داعٍ لذلك.

التأثير الجسدي بسبب التوتر العاطفي:

  • الصداع، مشاكل الجهاز الهضمي، أو الأرق نتيجة للضغط العاطفي.
  • الشعور الدائم بالإجهاد حتى من المهام البسيطة.

إذا كنت تعاني من هذه الأعراض بشكل متكرر وتؤثر على حياتك اليومية، فقد يكون من المفيد التحدث مع مختص نفسي.

2. دور المعالج النفسي في تحسين القدرة على التكيف

المعالج النفسي يمكن أن يساعدك في التعامل مع حساسيتك بطريقة صحية من خلال:

تطوير استراتيجيات للتعامل مع المشاعر:

  • تعلّم كيفية تهدئة النفس عند الشعور بالضغط العاطفي.
  • تقنيات مثل إعادة صياغة الأفكار السلبية أو التحكم في ردود الفعل العاطفية.

التدريب على التواصل الفعّال ووضع الحدود:

  • كيفية التعبير عن المشاعر بطريقة واضحة دون خوف من الأحكام.
  • تطوير مهارات قول “لا” دون الشعور بالذنب.

تعزيز الثقة بالنفس وتحويل الحساسية إلى قوة:

  • التركيز على نقاط القوة التي تأتي مع الشخصية الحساسة، مثل التعاطف والإبداع.
  • التخلص من التفكير الزائد وإيجاد توازن صحي بين المشاعر والمنطق.

التعامل مع القلق والتوتر الناتج عن الحساسية الزائدة:

  • استخدام تقنيات الاسترخاء مثل التنفس العميق أو التأمل.
  • إدارة الضغط النفسي بطريقة أكثر فعالية.

الخلاصة

إذا كانت حساسيتك تجعلك تشعر بالتعب العاطفي المستمر أو تؤثر على حياتك اليومية، فطلب المساعدة ليس ضعفًا، بل خطوة ذكية لتحسين جودة حياتك. المعالج النفسي يمكن أن يساعدك في فهم مشاعرك والتعامل معها بشكل صحي حتى تعيش براحة وثقة أكبر.

في الختام

من المهم أن تدرك أن الحساسية الزائدة ليست نقطة ضعف، بل هي جزء من شخصيتك يمكن أن يكون مصدر قوة إذا تعلمت كيف تديرها بوعي. الأشخاص الحساسون يمتلكون قدرة استثنائية على التعاطف، الفهم العميق للمشاعر، والإبداع، وهذه صفات قيّمة يجب أن تُقدَّر وتُستخدم بطريقة إيجابية.

لكن في الوقت نفسه، تطوير آليات التعامل مع الحساسية الزائدة أمر ضروري للحفاظ على توازنك العاطفي وتحقيق حياة أكثر راحة وسعادة. تعلم كيف تتقبل نفسك، تتحكم في ردود فعلك العاطفية، وتضع حدودًا صحية، سيساعدك على العيش بمرونة دون أن تصبح حساسيتك عبئًا عليك.

تذكّر دائمًا: أنت المتحكم في مشاعرك، لا تدعها تتحكم فيك. كلما استطعت إدارة حساسيتك بذكاء، كلما تحولت إلى مصدر قوة تدعمك بدلاً من أن تُضعفك.

والآن، ما هي الاستراتيجية التي تعتقد أنها ستساعدك أكثر في التعامل مع حساسيتك؟ 

الأسئلة الشائعة حول الشخصية الحساسة

1. هل يمكن التخلص من الحساسية الزائدة نهائيًا؟

لا، فالحساسية الزائدة جزء من طبيعة بعض الأشخاص، ولكن يمكن إدارتها بطرق فعالة مثل التحكم في ردود الفعل العاطفية، تطوير الثقة بالنفس، وتغيير طريقة التفكير بحيث لا تؤثر على جودة الحياة.

2. هل الشخصية الحساسة ضعيفة؟

لا، على العكس! الشخص الحساس يمتلك قدرة كبيرة على التعاطف، الفهم العميق للآخرين، والإبداع، وهي صفات إيجابية للغاية. التحدي يكمن فقط في كيفية التعامل مع المشاعر الزائدة بطريقة صحية.

3. كيف أساعد شخصًا حساسًا دون أن أسبب له الإحراج؟

  • تفهّم مشاعره واحترمها دون التقليل منها.
  • استخدم أسلوبًا هادئًا عند التحدث معه، خاصة عند تقديم النقد.
  • ادعمه دون معاملته وكأنه شخص هش، فالحساسية لا تعني الضعف.

4. ما الفرق بين الحساسية الزائدة والاضطرابات العاطفية؟

  • الحساسية الزائدة: هي سمة شخصية تعني أن الشخص يتأثر بسهولة بالمواقف العاطفية، لكنها لا تؤثر بالضرورة على حياته اليومية.
  • الاضطرابات العاطفية: مثل القلق أو الاكتئاب، هي حالات نفسية تحتاج إلى تدخل علاجي، وقد تترافق مع أعراض أكثر حدة مثل التغيرات المزاجية الشديدة أو الانعزال الاجتماعي.

إذا كنت تعتقد أن حساسيتك تؤثر بشكل كبير على حياتك اليومية، فقد يكون من المفيد استشارة مختص نفسي للحصول على الدعم المناسب.

من hayety