الشخصية المتسلطة

هل سبق وشعرت أنك تمشي على قشر بيض وأنت تتحدث مع شخص ما؟ وكأن كل كلمة تقولها قد تُفسر بشكل سلبي أو تُستخدم ضدك لاحقًا؟ إن كان الجواب نعم، فربما تكون قد تعاملت مع الشخصية المتسلطة.

الشخصية المتسلطة ليست مجرد شخص يُحب إعطاء الأوامر أو اتخاذ القرار بدلًا عن الآخرين، بل هي نمط متكرر من السلوك يتمحور حول السيطرة والهيمنة على من حولها، أحيانًا بشكل واضح، وأحيانًا بأساليب خفية وغير مباشرة. قد يكون هذا الشخص مديرًا في العمل، شريكًا في العلاقة، أحد أفراد الأسرة، أو حتى صديقًا يبدو دائمًا أنه “يعرف الأفضل”.

فهم الشخصية المتسلطة لا يساعد فقط في تجنب التوتر والصراعات، بل يُمكّننا أيضًا من حماية حدودنا الشخصية، والحفاظ على علاقاتنا صحية ومتوازنة، سواء في البيت أو المكتب.

في هذا المقال، سنتعرف سويًا على:

  • ما المقصود بالشخصية المتسلطة؟
  • أبرز سماتها النفسية والسلوكية.
  • لماذا يتصرف البعض بهذا الشكل؟
  • كيف تؤثر هذه الشخصية على من حولها؟
  • والأهم: كيف نتعامل معها بذكاء دون أن نخسر أنفسنا أو علاقاتنا؟

لنبدأ!

ما هي الشخصية المتسلطة؟

في علم النفس، تُعرف الشخصية المتسلطة بأنها نمط من أنماط الشخصيات التي تميل إلى فرض السيطرة على الآخرين، سواء من خلال الكلمات أو الأفعال أو حتى التلميحات غير المباشرة. هذا النمط غالبًا ما ينبع من حاجة عميقة للشعور بالأمان أو إثبات الذات، ويُترجم في الحياة اليومية إلى سلوكيات تدخلية، قرارات أحادية الجانب، ورفض الاستماع لآراء الآخرين.

لكن مهلاً، لا تخلط بين القيادة والتسلط.
القائد الحقيقي يُحفّز، يُشجّع، ويمنح من حوله المساحة للنمو واتخاذ القرار. أما الشخص المتسلط، فهو يسعى إلى فرض رأيه كحقيقة مطلقة، ويتعامل مع الآخرين كما لو أنهم غير قادرين على التفكير بأنفسهم.
القيادة تُبنى على الثقة، أما التسلط فغالبًا ما ينبع من الشك أو الخوف من فقدان السيطرة.

ولكي تتضح الصورة أكثر، إليك بعض التصرفات اليومية التي تعكس الشخصية المتسلطة:

  • مدير يرفض تمامًا تفويض المهام، ويُصر على أن تُنفذ الأمور “بطريقته فقط”.
  • صديق يُقاطعك دائمًا، ويُخبرك ما الذي “يجب” أن تفعله في حياتك، دون أن يسألك حتى عن رأيك.
  • أحد أفراد العائلة يُقرر عنك ما تأكله، كيف تلبس، ومتى تزور الناس، وكأنك غير موجود.

تلك التصرفات قد تبدو عادية للبعض، لكنها تخلق جوًا خانقًا يشعر فيه الآخرون بأنهم مراقبون ومقيدون طوال الوقت. وهذا بالضبط ما يجعل التعامل مع الشخصية المتسلطة تحديًا يحتاج إلى وعي وحكمة.

سمات الشخصية المتسلطة

سمات الشخصية المتسلطة

الشخصية المتسلطة لا تظهر دائمًا بشكل فاضح. أحيانًا تتخفّى خلف قناع “الحرص” أو “حب المساعدة”، لكنها في العمق مدفوعة برغبة عميقة في السيطرة. إليك أبرز السمات التي تُميز هذا النوع من الشخصيات:

الرغبة المستمرة في التحكم

الشخصية المتسلطة لا تشعر بالراحة ما لم تكن هي من تُمسك بزمام الأمور. تُحب أن تُقرر عن الجميع، وتُحدد متى، كيف، ولماذا يجب أن تُنفذ الأمور.

مثال واقعي
تخيل زميلًا في العمل يُصر دائمًا على إعادة ترتيب خطة الفريق، حتى لو كانت الخطة جيدة بالفعل، لأنه “يعرف أفضل”. يرفض تفويض المهام، ويعاني من قلق عندما لا يكون هو صاحب القرار الأخير.

تجاهل آراء الآخرين

هذا النوع من الشخصيات يعتقد أن رأيه هو الأصوب دائمًا. وعندما يُبدي الآخرون وجهات نظرهم، يُقابلها إما بالسخرية أو بالتجاهل التام.

مثال واقعي
في أحد الاجتماعات، تقترح إحدى الموظفات فكرة جديدة لتحسين سير العمل، فيرد المتسلط بجملة مثل: “جرّبنا هذا سابقًا وما نفع، خلّينا نركز على الأمور الجدية.”

النقد المفرط والسلبي

الشخصية المتسلطة تميل إلى التركيز على الأخطاء، حتى الصغيرة منها، وتضخيمها. نادرًا ما تُقدّم ملاحظات بنّاءة، بل تسعى إلى تقليل شأن الآخرين.

مثال واقعي
أب ينتقد طريقة ابنه في ترتيب غرفته قائلاً: “أبدًا ما تعرف تسوي شيء صح”، رغم أن الغرفة في الواقع مرتبة بنسبة كبيرة.

التلاعب العاطفي

بدلاً من المواجهة المباشرة، يستخدم المتسلط أساليب غير مباشرة للضغط على الآخرين، مثل الشعور بالذنب، أو التهديد غير الصريح.

مثال واقعي
صديقة تقول لك: “أكيد بتروحين مع الناس اللي تفضلينهم عليّ، مو مشكلة، أنا تعودت أني دايمًا آخر خيار”، لتجعلك تشعر بالذنب إن لم تُرضِ رغبتها.

ضعف القدرة على التعاطف

لا ترى الشخصية المتسلطة المواقف من زاوية الآخرين، ولا تهتم بمشاعرهم الحقيقية. ردود فعلها غالبًا ما تكون باردة أو غير مبالية.

مثال واقعي
تخبر مديرك بأنك تمر بظروف عائلية صعبة، فيرد عليك قائلاً: “المشاكل الخاصة مالها مكان في الشغل، خلّك محترف وتعال بدوامك كامل.”

معرفة هذه السمات لا تعني الحكم على الآخرين بسرعة، لكنها تساعدنا على فهم أنماط السلوك، وتُعطينا إشارات تحذيرية للتعامل بوعي وبدون أن نفقد أنفسنا في شبكة السيطرة.

أسباب ظهور الشخصية المتسلطة

الشخصية المتسلطة لا تظهر من فراغ. وراء هذا السلوك المتكرر منظومة من التجارب والمعتقدات الراسخة، تمتد غالبًا من الطفولة، وتتغذى على بيئات غير صحية، وقد تُخفي مشاعر عميقة من عدم الأمان. لنلقِ نظرة على أبرز العوامل التي تُساهم في تكوّن هذه الشخصية:

عوامل الطفولة والتنشئة

الطفل الذي ينشأ في بيئة تتحكم به بشكل مفرط، أو على العكس تُهمله تمامًا، قد يطور شخصية تسلطية لاحقًا كوسيلة لتعويض ما فقده من شعور بالتحكم أو الأهمية.

مثال توضيحي:
طفل نشأ مع والدين لا يسمحان له باتخاذ أي قرار، حتى البسيط منها، مثل اختيار ملابسه أو أصدقائه. عندما يكبر، قد يسعى لتعويض هذا النقص من خلال فرض رأيه على من حوله، ليشعر أنه يمتلك زمام الأمور.

أثر البيئات الصارمة أو المتقلبة

النشأة في بيئة غير مستقرة، مليئة بالفوضى أو العنف أو غياب القواعد الثابتة، قد تدفع الشخص إلى البحث عن الأمان من خلال السيطرة الزائدة على البيئة المحيطة به.

مثال توضيحي
شخص تربى في بيت يعاني من مشاكل دائمة بين الأبوين، دون وضوح أو أمان. لاحقًا، قد يتحول إلى شخصية تحب التحكم بكل تفصيلة في حياته وحياة من حوله، كطريقة لاشعورية لحماية نفسه من الفوضى.

دور الغرور أو انعدام الأمان الداخلي

في بعض الحالات، يظهر التسلط نتيجة شعور داخلي بالنقص، يحاول الشخص إخفاءه من خلال التظاهر بالثقة الزائدة أو “الفوقية”. في حالات أخرى، قد يكون مدفوعًا بغرور مبالغ فيه، يرى فيه نفسه أعلى من الآخرين.

مثال توضيحي
زميل عمل يُظهر ثقة مفرطة ويُقلل من زملائه باستمرار، لكنه في الحقيقة يخشى أن يُكتشف ضعفه أو قلة خبرته. فيفرض نفسه كسلطة حتى لا يُسأل أو يُنتقد.

فهم الأسباب لا يعني تبرير السلوك المتسلط، لكنه يساعدنا على التعامل معه بقدرٍ أكبر من الوعي والتفهم. فكل سلوك ظاهري غالبًا ما يخفي وراءه قصة أعمق، ومن يدرك الجذور يستطيع أن يُحد من الأثر.

تأثير الشخصية المتسلطة على من حولها

الشخصية المتسلطة لا تُعكر الأجواء فحسب، بل تترك آثارًا نفسية وسلوكية عميقة على من يتعامل معها يوميًا. تأثيرها لا يقتصر على لحظة نقاش أو موقف عابر، بل يمتد ليفرض نفسه على العلاقات، القرارات، وحتى الطريقة التي يرى بها الآخرون أنفسهم. إليك كيف يظهر هذا التأثير في مختلف المجالات:

في العلاقات الشخصية (أسرة، أصدقاء)

عندما تكون الشخصية المتسلطة فردًا من العائلة أو صديقًا مقرّبًا، تتحول العلاقة من مساحة للأمان والدعم، إلى ساحة صراع مستمر.

مثال توضيحي
أم تُقرر عن ابنها كل شيء، من تخصصه الجامعي إلى من يصادقهم، بدافع “الحرص”، مما يدفعه إلى كبت رغباته وفقدان الثقة في قراراته.

أو صديقة تُشعرك دائمًا بأنك مُقصّرة، تُقارنك بالآخرين، وتُقرر نيابة عنك كيف تقضين وقتك… فتشعرين أنها “تحكم” علاقتكما، لا تشاركك فيها.

النتيجة؟
الضحية تبدأ بالتشكيك في ذاتها، تفقد استقلالها، وتشعر بثقل العلاقة بدلًا من أن تكون مصدر دعم وراحة.

في بيئة العمل

في العمل، قد تكون الشخصية المتسلطة مديرًا، مشرفًا، أو حتى زميلًا. يُمارس سلطته من خلال القرارات الأحادية، النقد المستمر، وتجاهل مساهمات الفريق.

مثال توضيحي
مدير يرفض أي مبادرة لا تأتي منه، يُقلل من جهود الفريق، ويتعامل مع الموظفين كمجرد أدوات للتنفيذ، لا كأشخاص ذوي فكر وإبداع.

النتيجة؟
بيئة خانقة، انخفاض في الحافز، انتشار التوتر، وزيادة في معدلات الاستقالة أو “الاستقالة الصامتة” حيث يعمل الموظف بالحد الأدنى فقط.

الآثار النفسية على الضحية

التعرض المستمر للتسلط لا يمر مرور الكرام. هناك ثمن نفسي يدفعه الطرف الآخر ببطء… لكنه عميق التأثير.

من أبرز هذه الآثار:

  • التوتر المزمن: بسبب الشعور الدائم بعدم الأمان أو الخوف من الانتقاد.
  • فقدان الثقة بالنفس: خاصة عندما يُقلل المتسلط من قيمة الشخص أو يستخف بآرائه.
  • الشعور بالعجز أو القلق: نتيجة الشعور بأن كل قرار يجب أن يمر عبر “مرشح” الآخر.
  • ضعف الإنتاجية: لأن بيئة التسلط تُخمد الحماس وتُقيّد الإبداع.

التعامل مع الشخصية المتسلطة أشبه بالسير في حقل ألغام: تحتاج وعيًا، وحذرًا، وأحيانًا شجاعة لوضع الحدود. لكن قبل أن نصل لطرق المواجهة، من المهم أولًا أن نتعرف على أنواع الشخصيات المتسلطة… فليست كلها على نفس الدرجة أو الأسلوب.

كيفية التعامل مع الشخصية المتسلطة

كيفية التعامل مع الشخصية المتسلطة

التعامل مع الشخصية المتسلطة قد يكون مرهقًا، لكنك لست مضطرًا أن تكون ضحية. الأمر لا يتطلب صدامًا دائمًا، بل استراتيجيات ذكية تُعيد التوازن وتحمي حدودك النفسية. إليك خطوات عملية يمكن اتباعها في الحياة اليومية:

وضع حدود واضحة

الشخص المتسلط يختبر حدودك باستمرار. وإذا لم تكن حازمًا في رسمها، سيتجاوزها بلا تردد. لذلك، من الضروري أن تُحدد ما هو مقبول وما هو غير مقبول في تعاملاته معك.

مثال تطبيقي
“أنا أقدّر حرصك، لكنني أُفضل اتخاذ هذا القرار بنفسي.”
أو: “من فضلك، لا تتدخل في هذا الموضوع، هو من اختصاصي.”

نصيحة:
كرّر الحدود بهدوء كلما لزم الأمر. الاتساق هنا أهم من الانفعال.

استخدام لغة حازمة ومحترمة

الحزم لا يعني العدوانية. استخدم نبرة صوت ثابتة، وكلمات واضحة، وعبّر عن نفسك بثقة دون الحاجة لتبرير مفرط.

أمثلة:

  • “أنا لا أقبل هذا النوع من النقد.”
  • “لن أشارك في نقاش يُقلل من رأيي.”
  • “سأتحدث عندما أكون مستعدًا، وليس عندما يُفرض علي ذلك.”

لماذا هذا مفيد؟
لأن الشخصية المتسلطة تعتمد على التردد والضعف للتسلط، بينما تُربكها اللغة الواضحة والمباشرة.

تجاهل الاستفزازات والسيطرة على ردود الفعل

المتسلط قد يُحاول دفعك للانفعال ليظهر بمظهر العقلاني. لا تمنحه هذه الفرصة. تعلّم كيف تفصل بين كلامه ومشاعرك الشخصية.

موقف واقعي
إذا قال لك بأسلوب ساخر: “أكيد راح تفشل كالعادة!”
رد بهدوء: “رأيك يُعبّر عنك، وسأمضي في قراري.”
ثم غيّر الموضوع أو انسحب بأدب.

نصيحة ذهبية
احمِ طاقتك. لا تدخل في لعبة شدّ الحبل، فالتجاهل أحيانًا أقوى من ألف ردّ.

طلب المساعدة أو الاستشارة إن لزم الأمر

إذا شعرت بأن وجود هذه الشخصية يؤثر على صحتك النفسية أو على علاقاتك، لا تتردد في اللجوء للدعم. قد يكون من خلال متخصص نفسي، أو من خلال مدير مباشر أو طرف محايد.

متى تفعل ذلك؟

  • عندما تتحول العلاقة إلى مصدر دائم للتوتر أو القلق.
  • عندما تُصبح غير قادر على الدفاع عن نفسك أو قول “لا”.
  • عندما تتكرر الإساءة اللفظية أو النفسية.

تذكير مهم
طلب الدعم ليس ضعفًا، بل وعيٌ بقيمتك وحقك في بيئة صحية.

التعامل مع الشخصية المتسلطة يحتاج إلى مزيج من القوة الهادئة، والوعي الذاتي، والتخطيط. كلما مارست وضع الحدود بثقة، كلما قل تأثير هذا النمط عليك، وزادت قدرتك على حماية ذاتك دون الانجرار لصراعات لا نهاية لها.

هل يمكن تغيير الشخصية المتسلطة؟

هذا سؤال يطرحه كثيرون ممن يتعاملون يوميًا مع الشخصية المتسلطة:
هل يمكن أن يتغير هذا الشخص؟
وهل هناك أمل فعلاً أم أن المحاولة مضيعة للوقت؟

هل يمكن للشخص المتسلط أن يتغير؟

الإجابة القصيرة؟ نعم، ولكن…

التغيير ممكن، لكنه ليس سهلاً ولا يحدث بين ليلة وضحاها. فالتسلط ليس مجرد “سلوك سيئ”، بل غالبًا ما يكون نتاج تراكمات نفسية وتجارب حياتية عميقة. ولكي يتغير الشخص المتسلط، يجب أن يعي أولًا أنه يُسبب الأذى، وأن يكون مستعدًا صادقًا لمواجهة سلوكياته والعمل عليها.

لكن في الواقع…
كثير من المتسلطين لا يدركون أن لديهم مشكلة، أو يرفضون الاعتراف بها. لذا، يبدأ التغيير فقط عندما تتوفر لديهم:

  • رغبة حقيقية في التحسن.
  • وعي ذاتي وشعور بالذنب تجاه تصرفاتهم.
  • محفز خارجي قوي (كخسارة علاقة مهمة، أو مواجهة حازمة من المقربين).

دور العلاج السلوكي والدعم النفسي

العلاج النفسي، وبخاصة العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، يمكن أن يكون أداة فعالة في تعديل سلوك التسلط. يساعد هذا النوع من العلاج الشخص على:

  • التعرف على أنماط تفكيره المتصلبة والمسيطرة.
  • فهم دوافعه الداخلية (مثل الخوف من الفشل، أو الحاجة للموافقة).
  • تطوير مهارات جديدة في التواصل والإنصات.
  • بناء احترام متبادل للحدود والعلاقات.

في بعض الحالات، قد يحتاج الشخص أيضًا إلى دعم دوائي إذا كان التسلط ناتجًا عن اضطرابات نفسية مثل اضطراب الشخصية النرجسية أو اضطرابات القلق.

إشارات تدل على بداية التغيير

إذا كنت تتعامل مع شخصية متسلطة، وبدأت تلاحظ هذه المؤشرات، فقد تكون بداية تحول إيجابي:

الاعتراف بالخطأ دون تبرير دائم.
إظهار اهتمام حقيقي بآراء الآخرين.
تقبّل النقد (ولو تدريجيًا).
التراجع عن فرض الرأي أو السيطرة عند مواجهته.
طلب المساعدة أو إظهار استعداد للتطوير الشخصي.

نصيحة مهمة
لا تتسرع في منح الثقة الكاملة عند أول تغيير ظاهري. امنح الأمور وقتًا، وراقب الاتساق في السلوك، لا مجرد الوعود.

التغيير ممكن، لكن لا يجب أن يكون على حساب صحتك النفسية. إذا قرر الشخص المتسلط أن يتغير، فهذا رائع. أما إذا أصرّ على سلوكه، فالأفضل أن تحمي نفسك وتُعيد تقييم العلاقة.

في الختام

الشخصية المتسلطة “طبع مزعج”، ونمط سلوكي يمكن أن يُربك العلاقات، يُقيد الحريات، ويترك أثراً نفسياً عميقاً إذا لم نكن واعين به. في هذا الدليل، تعرّفنا معًا على:

  • ما هي الشخصية المتسلطة وما الفرق بينها وبين القيادة الحقيقية.
  • السمات التي تميزها مثل التحكم، النقد السلبي، والتلاعب العاطفي.
  • أسباب ظهور هذا السلوك، من التنشئة إلى الشعور بعدم الأمان.
  • كيف تؤثر هذه الشخصية على محيطها في الأسرة والعمل.
  • استراتيجيات فعالة للتعامل معها دون صراع.
  • وأخيرًا، احتمالية التغيير ودور الدعم النفسي في تحقيقه.

دعوة للتفكير
هل تعاملت يومًا مع شخصية متسلطة؟
كيف كان رد فعلك؟
هل وضعت حدودًا؟ أم كنت تحاول التكيف بصمت؟

يسعدني أن أسمع قصتك، أو حتى مجرد رأيك، في التعليقات.
وإن أردت التعمق أكثر، أنصحك بقراءة عن الذكاء العاطفي ومهارات التواصل الفعّال – ستساعدك على التعامل مع أي شخصية صعبة بثقة وهدوء.

نقاشك قد يُلهم غيرك… فلا تتردد في المشاركة.

الأسئلة الشائعة

1. ما هي أبرز صفات الشخصية المتسلطة؟
الشخصية المتسلطة تتصف بالرغبة في السيطرة، تجاهل آراء الآخرين، التلاعب العاطفي، والنقد الدائم.

2. كيف أتعامل مع شخصية متسلطة في العمل؟
ضع حدودًا واضحة، تحدث بثقة، وكن هادئًا، ولا تتردد في طلب دعم من الإدارة إذا استدعى الأمر.

3. هل يمكن تغيير الشخصية المتسلطة؟
نعم، إذا كان لدى الشخص رغبة حقيقية في التغيير، يمكن للعلاج السلوكي المعرفي أن يساعد في تعديل السلوك.

4. هل الشخصية المتسلطة تعتبر مرضًا نفسيًا؟
ليست مرضًا بالضرورة، لكنها قد تكون مرتبطة باضطرابات في الشخصية أو بآليات دفاع نفسية.

من hayety